الندوة الوطنية الرابعة للغة العربية حول الاختيارات اللغوية في التعليم المغربي

[huge_it_videogallery id=”7″]

لا ينجح النظامُ التربوي في تَوَخِّيهِ للتماسك الاجتماعي إذا نشَّأَ على قيم حضارية متدافعة، أو توسَّل في التدريس بلغاتٍ متنافسة على الانفراد بالاستعمال في نفس المجال.  لذا فاختيارُ لغة التعليم هو جزء من تصور شامل للتنمية بمختلف جوانبها القيمية والمصلحية.  فمن الناس من يتبنى النموذج الكولونيالي التنمية تصورا وتنزيلا. وهذا النموذج الإدراكي أسسه الاستعمار لتمدين الأهالي في المستعمرات القديمة/ الجديدة، القائم على نشر المدارس لتعليم العلوم الحديثة بواسطة لغاتها الأصلية مما رسَّخ في أذهان الكثير أنَّ المجتمعات المتمدِّنة تطوَّرت في شتى المجالات بفضل علومها الحديثة، ويترتَّب عنه كونُ المجتمعاتِ المتخلِّفةِ لا تسيرُ في طريق النموِّ ما لم يتعلَّمْ أبناؤُها علومَ العصر بواسطة اللغات الحية. فالأمر لا يتعلق بانفتاح على لغات العصر وعلومه وإنما احتذاء لنموذج معرفي وتنموي راسخ حتى في أذهان بعض المنتمين للقطب الهوياتي قائم على فهم خاص للتنمية.  

وقد أفرزت النقاشات حول الإشكال اللغوي بالمدرسة المغربية تصورين اثنين:

  • تصور يرى أن التدريس بغير اللغة الوطنية أي الإنجليزية والفرنسية ضرورة حضارية لأسباب أساسها أن الشعوب التي لا تنتج العلوم والمعارف لن تستطيع لغاتها تبليغ هذه المعارف والعلوم فلا بد أن تنقل هذه العلوم بلغاتها الأصلية
  • وتصور يرى أن استعمال غير اللغة الوطنية أو القومية في العملية التعليمية يحمل معه تبعية حضارية لا تؤهل هذه الشعوب ولوج عالم التنمية.

ولمقاربة هذه  القضايا نظم المجلس العلمي المحلي لمدينة بركان والائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بشراكة مع المركز الجهوي للتربية والتكوين بوجدة والمديرية الجهوية للتعليم ندوة علمية  في موضوع:

الاختيارات اللغوية في التعليم المغربي: الواقع والرهانات

 ببركان يوم السبت 25 مارس 2017 بالنادي الثقافي ملوية شارك فيها  باحثين مغاربة في موضوع اللغة العربية وأيضا حضرها مختلف المهتمين بهذا المجال.

بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، افتتح رئيس المجلس العلمي المحلي الدكتور محمد حباني بكلمة رحب بها الحضور وشكر من خلالها كل من ساهم في خدمة اللغة العربية؛ لغة القرآن الكريم، كما أقر الدكتور حباني في كون اللغة العربية التي من المفروض أنها لغة القرآن ولغة الاسلام وهوية الامة، أصبحت للأسف تعاني مآسي حقيقية داخل المؤسسات التعليمية في الشرح والمحادثة والتواصل مع المتعلم.

ومن جهته عبر رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية الدكتور فؤاد بوعلي في كلمته بالمناسبة، عن شكره وامتنانه لرئيس المجلس العلمي على المجهودات المبذولة لإقامة هذه الندوة، وتحدث بدوره عن التضييق الذي تتعرض له اللغة العربية متسائلا “لماذا هذا السعار على اللغة العربية؟”، كما أبرز في مداخلته أن حماية اللغة العربية من خطر التهميش والتحقير هي حماية لوجود هذا الوطن.

وبدوره نوه المدير الاقليمي للتربية والتكوين ببركان الدكتور عمر علالي بهذه المبادرة وأكد أن الوزارة طرحت رؤية استراتيجية في هذا الموضوع تمت ترجمتها الى مجموعة من المشاريع كمشروع تطوير منهاج المنقح في السنوات الاربع والذي يهتم بطريقة التدريس باللغة العربية والذي جرب في العديد من الاقاليم وسيتم تعميمه في السنة المقبلة، بالاضافة الى مشروع تطوير اللغات.

وفي مداخلته اعطى الدكتور عبد الله بوغوتة مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، نبذة عن المركز، كما اعلن عن اعتزام المركز تنظيم ندوة وطنية حول طرق تدريسية اللغة العربية. كما دعا الهيئات المنظمة الى احداث مسابقات في الابداع حول طرق التدريس في اللغة العربية، في السيناريوهات البيداغوجيا وغيرها من المواضيع تهدف الى تحفيز وتشجيع المدرس من أجل اللغة العربية.

هذا وقد تم تقديم مجموعة من العروض من طرف أستاذة وباحثين، ويتعلق الامر ب: الاستاذ رشيد بلحبيب الذي قدم موضوعا حول “خواطر في سياق تعليم العربية”، الاستاذ علي الاربعين في موضوع “تعليم اللغة العربية بالانغماس، تجربة انغماسية الفا نموذجا”، الدكتور محمد بنلحسن في موضوع “”الهوية ولغة التعليم، تجربة المغرب أنموذجا”، الاستاذ فريد أمعضشيو حول “استعمال اللغة العربية في مجالي التدريس والتأليف المدرسي بالمغرب”، وأخيرا الاستاذ محمد خداش في موضوع “اللغة العربية في التعليم المغربي لغة مدرسة ولغة التدريس“.

وفي اختتام هذا اللقاء  تم رفع برقية ولاء واخلاص الى ﻤﻘﺎﻡ ﺤﻀﺭﺓ ﺼﺎﺤﺏ الجلالة الملك محمد السادس من طرف الهيئات المنظمة للندوة.

 

شاهد أيضاً

#ندوة_عن_اللغة_العربية_و_الذكاء_الاصطناعي

في إطـار الأنشطــة العلميـة والتربويـة المنفتحــة على العـام الخارجـي وبمناسبـة اليـوم العالمي للغــة العربيـة ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *